المؤمن مع الله في كل الأحوال

المؤمن مع الله في كل الأحوال


المؤمن مع الله في كل الأحوال

مقطع للشيخ فواز أحمد إزمرلي

(سلمه الله من كل سوء)





الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف مخلوق خلقه الله، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد أيها الأحباب الكرام، إنَّ من يظن أنَّ الله سيترك عبده المؤمن - الذي دعاه في وقت الرخاء - هو غافل، لأن الله سبحانه وتعالى كتب على نفسه بنص وحيه الكريم الذي تلاه محمد - صلى الله عليه وسلم - والذي يقول فيه بفمه الطيب الطاهر الشريف النقي: ((تعرَّف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة)). ولكن الناس يذهلون، إما لأنهم قد ألهتهم الدنيا وألهاهم التكاثر فنسوا أن يدعوا الله وتركوا الدعاء في الرخاء لانشغالهم بالدنيا وزينتها وزخرفها، وإما لأنهم لم يوقنوا بأن هناك ربًّا لهذا الكون لا يغفل عنه شيء ولا يعزب عنه شيء. ولكنه سبحانه وتعالى يعامل العباد باللطف، فإذا دعوت الله في الرخاء تيقن أنه سيكون معك في الشدة. إذا كنت مع الله في الرخاء، تيقن أن الله لن ينساك ولن يضلك ولن يخذلك. إذا كنت مع الله في الرخاء فأنت المؤمن حقًا، لأن المؤمن مع الله في كل الحالات وفي كل الأوقات. المؤمن لا يكون فقط في حالة الشدة - كما كان أهل الكفر في حالات الشدة يجأرون إلى الله بالدعاء - وإنما المؤمن الذي يعرف أن لهذا الكون ربَّا يدبره ويعلم أنه إن كان مع الله كان الله معه ولن ينساه ولن يضيعه ولن يخذله. أخي الحبيب، تعرف على الله.. أخي الحبيب، أيقن بالله، فوالله إنَّ لهذا الكون ربًّا يدبر الأمور، كما قال الشاعر:
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري       ولا الأمور التي تجري بتقديري
لي خالقٌ رازقٌ ما شاء يفعل بي         أحاط بي علمه من قبل تصويري
فلا تيأس ولا تقنط من رحمة الله، مهما بلغتَ في الشدة، فإن كنت معه في الرخاء سيكون معك في الشدة، وإن لم تكن معه في الرخاء سيكون معك في الشدة بقدر رحمته بك. فالله لم يعاملنا إلا برحمته الواسعة، لأنه الرحمن الرحيم والبر الرحيم والرحيم الودود، ولكن أنت عليك أن تشتغل واترك النتائج على الله سبحانه وتعالى. عليك أن تكون مع الله، والله سبحانه وتعالى سيكون معك. إياك أخي الحبيب أن تظن أنني أقول ذلك وأنا في سِلك هؤلاء، فوالله ما نحن إلا أقوام ظلمة، ظلمنا أنفسنا وإن لم يغفر لنا ربنا لنكونن من الخاسرين. ولكن النصيحة، النصيحة النصيحة لنفسي الخطاءة ولإخواني ولأحبائي. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبصرنا بالحق ويهدينا سواء السبيل، إنه سميع مجيب.

رابط إضافي للتحميل

اضغط هنا

تعليقات