من حقائق الصيام 8
من حقائق الصيام 8
للشيخ فواز أحمد إزمرلي
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف مخلوق خلقه الله، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أيها الأحباب الكرام، الصيام موسم للمغفرة الشاملة، فشهر رمضان تكثر فيه أسباب الغفران، فالله سبحانه وتعالى يُشَرع أبواب المغفرة للصائمين.
فمن أسباب المغفرة فيه: صيام شهر رمضان، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه)). ومن أسباب المغفرة: قيامهم، قيام لياليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه)). وكذلك من الأسباب: قيام ليلة القدر، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه)). وكذلك تفطير الصائمين من أسباب المغفرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا)). ومن أسباب المغفرة أيضًا: الذكر والدعاء وقراءة القرآن، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لكل مسلم دعوة مستجابة عند فطره)). كذلك من الأسباب: استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
فلما كثرت أسباب المغفرة في شهر رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محرومًا غاية الحرمان، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله)). لذلك قال قتادة رحمه الله: كان يقال: من لم يُغفر له في رمضان فلن يُغفر له فيما سواه.
فلما كانت أسباب المغفرة - هذه وغيرها - مجتمعة في شهر رمضان، فهذا يجعل المؤمن حريصًا على أن لا تفوته المغفرة فيه وأن لا يخرج من رمضان إلا وقد غُفِر ذنبه، فهو حريص على أن يأتي هذه الأسباب على أكمل وجه وأفضله حتى يحظى بهذه الفرصة من الله الكريم سبحانه وتعالى. يغتنم الأوقات، يعمرها بطاعة الله، يعمرها بكل ما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويبذل هذه الأسباب التي يُرجى بسببها أن تكون المغفرة الشاملة للصائم. فلا يليق بالمسلم أن يضيع الأوقات الثمينة هذه - أوقات شهر رمضان - بما لا يليق بالصائم أن يفعله خارج هذا الشهر، فما بالكم في هذا الشهر.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لطاعته وأن يجنبنا معصيته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين
رابط إضافي للتحميل
تعليقات
إرسال تعليق